المقدمة

المقدمة إن يسوع المسيح هو مصدر ومعنى الحياة في هذا العالم، والسر الفصحي هو مركز ومعنى حياة ربنا يسوع المسيح، وهي مبنية على مرحلتين (الموت – القيامة).

بعد المجمع الفاتيكاني الثاني، بدأت رياضة درب الصليب تُتلى بين المؤمنين ومنها نكتشف ضرورة المرحلة الثانية ما بعد درب الصليب، وهي (( درب النور)). إحدى المخلوقات البسيطة عبّرت وبشكل مليء بالمعنى وهي تقول ((بعد رياضة درب الصليب، أشعرُ بقلبٍ ينفجر من المحبة، عالمةً مقدارَ محبة الله لنا، وبعد رياضة درب النور أشعر بقلبٍ مليء بالفرح، عالمةً بأن الله قد غلب الموت وعالمةً أيضاً، بأنني خليقة جديدة قد غلبتُ الموتَ)).

واليوم أصبحت الحاجة مُلِّحة للمؤمنين أن يتلوا هذه الصلاة ((رياضة درب النور)). إن الفصح لا يجب أن يكون مجرد عيد كباقي الأعياد المثبتة على التقويم السنوي، ولكن نموذج حياة نعيشها كل يوم. إن قيامة الأبن هي كلمة نعم لحياة الإنسان من قِبل الأب – الربُّ يقول: "يا بني كم هو جميل بأنك موجود، إنك لن تموت ابداً ".

إنَّ قيمة ومعنى الحياة مبنية على هذا الاختيار الذي أختاره الربُّ لنا. واليوم الحاجة مُلِّحة لهذا الفرح في عالم يعيش الحزن والموت.

إنَّ رياضة درب النور هي مُماثلة لرياضة درب  الصليب، 14 مرحلة مأخوذة من الكتاب المقدس ((الأنجيل))، حيث تبدأ من مرحلة القبر الفارغ حتى مرحلة حلول الروح القدس ((العنصرة))الثمرة الأساسية لانبعاث الحياة.

إن أسلوب اختيار المراحل قبل كل شيء كان على أساس الأمانة لنصوص الكتاب المقدس، بدون إضافة أو اقتطاع أي شيء، مع الحفاظ على أسلوب وصياغة رياضة درب الصليب المتلوّة بين المؤمنين كما في النص ((نسجدُ لك أيها المسيح ونباركك، لأنك بصليبك المقدس افتديت العالم))، كذلك في مرحلة ما بعد السجود، هذا الأسلوب يساعد على تّقّبل واستمرارية هذه الصلاة مقارنة بصلاة رياضة درب الصليب. ناتجة من ثمرة تُغذّيها كلمة الرب. بعد ذلك يعقبه تفسير توضيحي وواقعي للمؤمن في يومنا هذا، حيث تتمثل كمسيرة الفرح للإنسان المتعب وكزيت الأمل للسراج.

إنَّ رياضة درب النور من الممكن أن تُتلى خلال الزمن الفصحي، وأيضاً في اللحظات المهمة في حياة جماعة المؤمنين. إن سرعة انتشارها في ((أورشليم وروما وموسكو)) هي شهادة على الفرح الذي تجلبه على قلوب المؤمنين، حيث ينتظرون اليوم قوة الفرح كبداية لمسيرتهم في هذا العالم. إنها أسلوب شهادة بأن الحياة المسيحية هي مصدر السلام والصراع ضد كل ما يدفع بالحياة إلى الموت((الجوع، الاضطهاد، اللاعدالة، الحرب، اللامعنى، اليأس والقنوط)). رياضة درب النور، هكذا تصبح مصدر البشارة المؤثرة والفاعلة للأنجيل المقدس وللتعليم المسيحي.

كما في رياضة درب الصليب حيث كانت العذراء مريم ترافق يسوع حزينة مع أبنها المتألم، هكذا أيضاً في رياضة درب النور أُمُّ يسوع تبقى أيضاً، بالقرب من يسوع مبتهجة بأبنها القائم من بين الأموات.

مُنذ عقود والكنيسة تتلو الصلاة ((يا سلطانة السماء أفرحي وأبتهجي، هليلويا)). كذلك أثناء إقامة صلاة القداس ((الأوخارستيا)). تُتلى أيضاً صلاة لتكريم العذراء ((العذراء مريم تبتهج بقيامة أبنها من بين الأموات)).

كذلك أثناء تلاوة صلاة المسبحة الوردية، فأن الجزء الثالث من صلاة الوردية مخصص لأسرار المجد. أليست أسرار المجد هي مُلخّص لمراحل رياضة درب النور؟. إنَّ العذراء أثناء الفصح في مراحل درب النور تقودنا وترافقنا في زمننا هذا ((الألف الثالث)). طالبة منا أن نعيش الأمل والفرح اليومي.